موضوع للإنجاز في التوحيدي عدد 01 مع الاصلاح – بكالوريا آداب

الموضوع:

إن مسامرات التوحيدي لابن سعدان لم تكن مؤانسة أديب لسائس تحقق له الامتاع بقدر ما كانت مساهمة من مثقفي القرن الرابع في ترشيد السلوك السياسي للإمارة البويهية قولا وفعلا. حلل هذا القول وناقشه معتمدا شواهد دقيقة مما درست.

الإصلاح:

مرحلة الفهم:

فهم المعطى:

الصياغة: تركيب تلازمي يفيد المفاضلة “لا تكمن في… بقدر ما ….”.

العنصر المفضل عليه: مسامرات التوحيدي مؤانسة ممتعة لابن سعدان.

العنصر المفضل: مسامرات التوحيدي ترشيد من مثقفي القرن الرابع لساسة الإمارة البويهية.

عناصر الإشكالية:

مسامرات التوحيدي إمتاع ومؤانسة لابن سعدان.

مسامرات التوحيدي إسهام ثقافي في ترشيد السلوك السياسي الموسع.

الإشكالية: وظائف مسامرة التوحيدي بين الامتاع المحدود والترشيد السياسي الموسع.

الموقف النقدي: تفضيل الوظيفة الارشادية على الوظيفة الامتاعية لكتاب الامتاع والمؤانسة.

فهم المطلوب:

موضوع جدلي يمر بمراحل التحليل والنقاش والتأليف.

التحليل:

المسامرات إمتاع ومؤانسة (عنصر محدود) والمسامرات ترشيد سياسي (عنصر موسع).

النقاش: مدى جواز الحكم بالمفاضلة؟ هل يغيب الامتاع والمؤانسة عن كتاب عنون بهما؟ ما مدى إسهام المثقفين في الارشاد السياسي؟ ما هو أثر طوري انشاء الكتاب (المشافهة والتدوين) على توازن ووظائفه؟ وما هو أثر الغايات الذاتية للتوحيدي على وظائف نصوص المسامرات؟

التأليف: في تكامل الترشيد والامتاع أهمية دور شخصية التوحيدي في انتاج الكتاب وتأثر وظائف الكتاب بظروف عصرها.

مرحلتا التفكيك والتخطيط والجوهر:

المرحلة التحليلية:

تحليل العنصر المفضل عليه: (الوظيفة الأدبية للمسامرات يحددها صاحب المقولة في “مؤانسة أديب لسائس تحقق له الامتاع”):

يختزلها اعتمادا على عنوان الكتاب في الامتاع والمؤانسة ويتجلى ذلك في جملة من أساليب الكتابة.

مظاهر الامتاع والمؤانسة في مسامرات التوحيدي: في الإطار المجلسي: إطار ليلي ومجلس خاصة في:

قصر وزير: سنّة تقريب الادباء من المجالس.

بنية المسامرة: التدرج من الطلب الى الاستجابة فالتعليق.

أطراف الخطاب: من وزير متقبل إلى اديب باث ورسالة ممتعة.

تضمين الاخبار والاشعار والطرائف في المسامرة: داخل سؤال الوزير وفي أجوبة التوحيدي المتوالدة عن بعضها والمتفرعة داخليا وفق أسلوب التداعي.

في اللغة والأسلوب: بتنميق العبارة وسلاستها وبلاغة الجملة ودقة تركيبها واعتماد محسنات البيان بكثافة.

في تنوع المواضيع: الثقافة الموسوعية والاستطرادات يسمحان بتنوع ممتع ومثير.

فكتاب الامتاع والمؤانسة موسوعة حضارية وأدبية وعلمية وظفها التوحيدي في إمتاع السائس. هذا التوظيف الظاهر لا يعتبر مهما في نظر الناقد أمام توظيف باطن جعل الكتاب يخدم وظيفة الترشيد السياسي.

تحليل العنصر المفضل: (الوظيفة الاجتماعية للمسامرات: حددها صاحب المقولة بقوله:” مساهمة من مثقفي القرن الرابع في ترشيد السلوك السياسي للإمارة البويهية قولا وفعلا”):

يحيل صاحب المقولة على شكلين من الترشيد: ترشيد بالأقوال وآخر بالأفعال:

الترشيد بالأقوال: من خلال أساليب خطاب متنوعة في تواصل التوحيدي لسان المثقفين مع ابن سعدان ممثل الامارة.

أهم أساليب الترشيد السياسي: التوجيه والإرشاد والموعظة والتذكير في الخطاب المباشر وأساليب الاسناد في الرواية والنقل عن علماء العصر في الخطاب المباشر كإسناد الأقوال إلى أبي سليمان المنطقي وأبي سعيد السيرافي ومتّى بن يونس. تنزع هذه الأساليب بالترشيد نزعة نقلية دينية مستفيدة من أدب المناصحة في تحقيقه لوظيفة المشورة.

من أساليب الترشيد السياسي ما نزع نزعة عقلية في أقوال التوحيدي كالحجاج والتعليم والاعتبار. وتحقق هذه الأساليب وظيفة نقدية للسلوك السياسي وتضمن تأثيرا أوسع للمثقفين في البلاط.

الترشيد بالأفعال: من خلال تدخل مباشر يغير قرارات سياسية جائرة في حق الرعية.

توسط العلماء لخوف العامة من الروم ومن آثار الفتنة مع معز الدولة البويهي وتأثيرهم على موقفه في صالح حماية الرعية.

تدخل التوحيدي لدى الوزير ليسعر الخبز ويكلفه مجانا للفقراء بعد حادثة باب الطاق.

تدخل التوحيدي مع الوزير في إسكات غضبه من تكلم من العامة في سياسته.

القرار السياسي مجال من مجالات تأثير المثقف إذ لا يتم تنفيذ حاسم دون استشارته مما حوّل المسامرات مطارحات وتناصحا واستفادة سياسية.

مرحلة النقاش:

 في نقد الحكم بالمفاضلة:

عرض أطروحة الخصم: يفضل صاحب المقولة وظيفة المسامرات الاجتماعية على وظيفتها الأدبية.

تقويضها: المسامرات سلوك ثقافي غايته الاصلية الامتاع والمؤانسة أما الترشيد السياسي فغاية فرعية.

تأسيس الأطروحة البديلة: والأصل أفضل من الفرع، منطقيا فقد تكون وظيفة المسامرات الأدبية أهم قيمة من وظيفتها الاجتماعية.

في نقد قيمة الامتاع في الكتاب:

عرض أطروحة الخصم: الامتاع في نظر صاحب المقولة متحقق وإن كان ثانوي المكانة.

تقويضها: يتوفر في الكتاب ترشيد سياسي مهم حسب رأي صاحب المقولة.

تأسيس الاطروحة البديلة: اجتماع هاتين الوظيفتين بنسب متفاوتة يجعل قيمة الامتاع ضعيفة سيما والتوحيدي يعرض على الوزير مشاغل التدهور السياسي وصور انهيار الدولة ومظاهر معاناة العامة حتى يدرك بهذا الوزير درجة البكاء والتشكي.

في نقد مدى إسهام المثقفين في الترشيد السياسي:

عرض أطروحة الخصم: للمثقفين دور إيجابي في الحياة السياسية.

تقويضها: تولى المثقفون الوزارة من ابن عباد إلى ابن العميد إلى ابن يوسف الى ابن سعدان وكانوا رؤوس فتنة شقت البلاط البويهي.

تأسيس الاطروحة البديلة: للمثقفين دور في تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية إما بالإسهام في صراع الاجنحة السياسية أو بالعزلة إذ يغلب القول التنظيري اللطيف على الفعل المناسب للوضع السياسي.

في بيان أثر طوري انشاء الكتاب على وظائفه:

عرض الموقف: مر كتاب الامتاع والمؤانسة بطوري خلق مشافهة مع الوزير وكتابة لأبي الوفاء المهندس.

تدعيمه: يبدو التوحيدي في طور المشافهة ملتزما بوظيفة أدبية فقد جاء ليمتع ويؤانس ويظهر في طور التدوين مؤديا لوظيفة اجتماعية إذ يبرز نفسه المثقف الأنسب لمعايشة البلاط.

الحكم: أطوار خلق هذا الكتاب قد أثرت على وظائف المسامرات داخله وغيرتها.

في بيان أثر الذاتية على وظائف الكتاب:

الموقف: يلتزم التوحيدي بأداء الوظيفة الأدبية امام الوزير السائس ويظهر لأبي الوفاء الالتزام بوظيفة اجتماعية.

التدعيم: يلتزم التوحيدي كل ليلة ببنية المسامرة ولكنه يدونها لأبي الوفاء المهندس حكاية طرفاها أديب وسائس.

الحكم: يحقق التوحيدي بذلك لنفسه غايتين: أن يكون أديب بلاط وأن تعلو قيمته بين أدباء عصره بتلك الخدمة ليمثلهم ومن شأن هذه الغايات أن توجه تأليف الكتاب إلى المزاوجة بين الوظيفة الأدبية والوظيفة الاجتماعية.

مرحلة التأليف:

التكامل بين الوظيفتين ممكن مادامت النصيحة تغلف بالأسلوب الممتع حتى تضمن التأثير المناسب وتلقى القبول الحسن دون إحراج كما نهج ابن المقفع ذلك في كتابه كليلة ودمنة.

يمثل أبو حيان الشخصية الثقافية النموذج باعتباره الوسيط بين مجالس الساسة ومجالس المثقفين.

كتاب المتاع والمؤانسة لا يخرج عن خصائص أدب المجلسيات وإن مال أكثر إلى الإحاطة بالواقع واستيعاب الثقافة بحكم سعة اطلاع صاحبه ففضله في تجميع معارف العصر والتعريف بأعلامه ونقل أخباره.

الخاتمة:

مثّل الكتاب محاولة من التوحيدي لإبراز جدارته بلقب أديب المجلس السياسي.

يميل التوحيدي الى استنفاذ معارفه وتوظيفها في التواصل مع السائس.

يمثل في تجربته نموذج المثقف الوسيط يناصح السائس ويشير عليه ولا يتمرد على سلطانه مادام البلاط راعيا للأدب.

مقدمة:

تمهيد:

أهمية كتاب الامتاع والمؤانسة وثيقة ناقلة للحياة الثقافية في القرن الرابع.

مركزية قضية المثقف والسلطان داخله.

طرح مسألة الوظيفة في المسامرات بين الأدبية والاجتماعية.

إدماج المقولة.

طرح الإشكاليات:

ما الذي يبرر الوظيفة الأدبية لهذه المسامرات؟ وفيم تتجلى وظائفها النقدية الاجتماعية؟ وهل كان التوحيدي رسول المثقفين في الترشيد السياسي أم مجرد متكسب يرضي طلبات ولي النعمة؟

اقتطف هذا العمل من كتاب: المنهاج الجديد في المقال والتحليل الأدبي – الجزء الأول