fbpx
اتصل بنا

اشترك

درس الأدفاق السياحية - بكالوريا آداب
درس الأدفاق السياحية - بكالوريا آداب

الجغرافيا

درس الأدفاق السياحية – بكالوريا آداب

درس الأدفاق السياحية – بكالوريا آداب

مقدمة

تمثّل أدفاق السّياحة العالميّة أحد مظاهر العولمة واربتط ظهورها بالسّياحة الجماهريّة وتطوّر وسائل النّقل وأدّى تنامي هذه الأدفاق إلى نشأة أدفاق هامّة ومن ذلك تدعيم التّرابط بين بلدان العالم.

أدفاق سياحيّة عالميّة متنامية:

نمو سريع للأدفاق السّياحيّة العالميّة:

عرفت أدفاق السّياحة العالميّة نموًّا هامًّا منذ نهاية الحرب العالميّة الثّانية حيث مرّ عدد السّياح من 25.3 مليون سائح سنة 1950 إلى مليار 323 مليون سائح في 2017 ومن المتوقّع أن يبلغ سنة 2020 مليار و600 مليون سائح وقد مرّ هذا النّمو بثلاثة مراحل:

فترة نمو مرتفع:

ميّزت فترة الخمسينات والسّتينات من القرن العشرين وهي فترة انطلاق الظّاهرة السّياحيّة وتزامنت مع فترة النّمو الاقتصادي السّريع بعد الحرب العالميّة الثّانية واكتساب السّياحة العالميّة طابعا جماهريًّا (هي نمط سياحي ظهر بالبلدان الصّناعيّة خلال الستّينات من القرن العشرين بفضل تعميم العطل الخالصة الأجر ممّا مكّن الجماهير الشّعبيّة من السّفر لغرض السّياحة).

فترة نموّ متوسّط:

ميّزت السّبعينات والثّمانينات والتّسعينات من القرن العشرين وارتبطت بأزمات اقتصادية مثل الصّدمتين النّفطيّتين خاصّة منها الصّدمة الثّانية التي أدّت إلى ركود السّياحة خلال ثلاث سنوات (1981 – 1982 – 1983).

فترة نمو ضعيف ومتذبذب:

ميزت العشرين الأولى من القرن الواحد والعشرين لتواتر عدّة أحداث منها أحداث 11 سبتمبر 2011 وكارثة تسونامي 26 ديسمبر 2004 والأزمة الماليّة سنة 2008.

أدفاق سياحيّة مرتبطة أساسا بدول الشّمال:

الأدفاق الرّئيسية والثّانويّة للسّياحة العالميّة:

تمثّل بلدان الشّمال المناطق الكبرى لانطلاق الأدفاق السّياحيّة الرّئيسيّة العالميّة واستقبالها فهي توفّر وتستقبل ثلثي السّيّاح في العالم حيث تساهم البلدان الأوروبيّة بنحو 52 % من عدد السّياح المغادرين تليها بلدان أمريكا الشّماليّة بـ 10% حيث نجد 6 بلدان متقدّمة ضمن قائمة البلدان العشر الأولى التي تساهم بثلث عدد السيّاح الوافدين في العالم.

أمّا الأدفاق الثّانويّة فهي من بلدان الشّمال إلى بلدان الجنوب:

من أمريكا الشّمالية نحو جزر الكراييب وأمريكا اللّاتينيّة (المكسيك والبرازيل).

من أوروبا إلى بلدان الضفّة الجنوبيّة للبحر المتوسّط (مصر – تونس – المغرب).

من أوروبا نحو شرق آسيا مثل الصّين وماليزيا وهونغ كونغ وتايلندا والفلبّين وهناك أدفاق ثانويّة أخرى تنطلق من اليابان نحو جزر المحيط الهادي.

وقد شهدت هذه الأدفاق الثّانويّة نموّا هامّا ممّا رفع حصّتها في السّياحة العالميّة إلى 46% من عدد السّياح الوافدين سنة 2009.

انعكاسات مجاليّة هامّة للأدفاق السّياحيّة العالميّة:

ساهمت الأدفاق السّياحيّة في ظهور مجالات سياحيّة كبرى:

منطقة البحر الأبيض المتوسّط تحتلّ المرتبة الأولى حيث تستقطب حوالي 150 مليون سائح سنويّا نظرا لتزايد الطّلب على السّياحة الاستحماميّة (مزايا طبيعيّة وتجهيزات سياحيّة متطوّرة…).

سواحل خليج المكسيك (فلوريدا والسّاحل الأمريكي) حيث تستقطب السّياح الأثرياء من بقيّة التّراب الأمريكي وهناك بعض الأراضي الجبليّة السّياحيّة مثل جبال الآلب إضافة إلى سياحة المدن الكبرى مثل باريس حيث تستقطب أكثر من 50 مليون سائح ولندن ومدريد وروما في إطار سياحة ثقافيّة وسياحة المؤتمرات والأعمال كذلك المدن الدّينيّة مثل مكّة، المدينة المنوّرة، روما وبيت لحم.

عائدات سياحيّة متنامية:

تطوّرت العائدات السّياحيّة للسّياحة العالميّة حيث نمت وارتفعت بـ 48 مليار دولار سنة 2014 لتصل إلى مستوى قياسي قدّر بــ 1.49 مليار دولار وتهيمن بلدان الشّمال على العائدات الماديّة السياحيّة بقيمة الثّلثين. وتأتي أوروبا في المرتبة الأولى بنسبة 41% من جملة العائدات أي 509 مليار دولار ثم حلّت آسيا ومنطقة المحيط الهادي في المرتبة الثّانية بحوالي 30 % من العائدات أي 377 مليار دولار ثم أمريكا بـ 22% أي 274 مليار دولار والشّرق الأوسط بـ 49 مليار دولار وإفريقيا بـ36 مليار دولار. وقد حقّقت بعض البلدان الجنوبيّة مثل ماليزيا وتركيا مداخيل هامّة من السّياحة مستفيدة من الاستثمارات في البنية السّياحيّة ومن العائدات الماليّة من السّياحة العالميّة باعتبارها من السّياحات القليلة ذات الحاصل الإيجابي مع بلدان الشّمال.

عوامل تنامي الأدفاق السّياحيّة العالميّة:

تحسّن مستوى العيش:

ساهم ارتفاع مستوى الدّخل الأسري في دول الشّمال خاصّة في تزايد النّفقات السّياحيّة من الإنفاق الأسري وتعتبر أحد العوامل الاقتصادية الهامّة في تحريك الأدفاق السياحيّة فكلّما ارتفع مستوى دخل الأسرة، ازدادت نسبة الإقبال على السّياحة ففي فرنسا 62 % من الأسر الفرنسيّة سافرت من أجل السّياحة و80% لدى من يفوق دخلهم 7600 يورو في السّنة، كما ساهمت الحكومات في تنشيط السّياحة من خلال:

تعميم التّمتّع بالعطل خليصة الأجر مع إضافة الأسبوع الخامس في فرنسا.

تقليص مدّة العمل الأسبوعي من 45 ساعة إلى 35 ساعة في بداية القرن العشرين.

مكّنت هذه الإجراءات السّياحيّة من اكتساب السّيمة الجماهريّة.

سياسات تنمويّة تراهن على السّياحة العالميّة:

السّياحة هو نشاط قادر أكثر من غيره على توفير مواطن الشّغل والعملة الصّعبة فأقرت عدّة بلدان خاصة الشّمال برامج ومخطّطات للتّهيئة السّياحيّة ورصد إستثمارات ضخمة للبنية الأساسيّة. وقد راهنت بلدان الجنوب على القطاع السّياحي مثل البلاد التّونسيّة والمغرب الأقصى ومصر وجزر الكراييب من خلال تهيئة المناطق السّياحيّة ببناء الفنادق والتّفويت فيها للخواص وتشجيع الرّأسمالي المحلّي والأجنبي على الاستثمار في السّياحة. كما اعتمدت بعض دول الخليج النّفطيّة على السّياحة مثل دبي تحسّبا لنفاد مواردها. ووفّر هذا المجال 266 مليون موطن شغل بصفة مباشرة وغير مباشرة حول العالم فيما مثّلت السّياحة 7% من النّاتج الدّاخلي الخام بفرنسا ووفرت 1 مليون موطن شغل في جزر الكراييب فضلا عن توفيرها بين 70 % و90% من ناتجها الدّاخلي.

دور وسائل النّقل والاتصال:

أدّى التّطوّر التّقني في وسائل النّقل واحتداد المنافسة بينها إلى:

تخفيض تكاليف السّفر حيث ساهم النّقل الجوّي في ازدهار السّياحة الجماهريّة خاصّة بالمناطق البعيدة عن أوروبا.

تعميم الرّحلات المنظّمة ذات الكلفة المنخفضة (Vols Charters).

توسيع السّوق السّياحيّة العالميّة بفتح مجالات سياحيّة بعيدة عن أوروبا مثل إفريقيا وتدعّمت خاصّة بفكّ التّقنين عن النّقل الجوّي في 1979 في الولايات المتّحدة الأمريكيّة و1986 بالاتحاد الأوروبي.

ظهور شركات نقل جوّي قادرة على تنظيم رحلات بأسعار رخيصة (Cost Rom) وإستفادت السياحة من ثورة وسائل الاتصال بتعميم استعمال الأنترنت في عمليات الحجز والعمليّات الماليّة والتّراسل الإلكتروني.

تطوّر العرض السّياحي:

تطوّرت طاقة الإيواء العالميّة لتفوق 20 مليون غرفة فندقية في 2012 وتحتكر بلدان الشّمال ثلثي هذه الطّاقة وقد سجّلت دول آسيا الشّرقيّة وبلدان المحيط الهادي وإفريقيا نموّا هامّا تضاعف بتسع مرّات بآسيا الشّرقيّة وثلاث مرّات بإفريقيا.

ولم يعد العرض السّياحي يقتصر على الغرف الفندقيّة والإقامات الثّانويّة حيث توجّه نحو التّنوّع.

القوى السياحيّة المندمجة: لكن تبقى الغرف الفندقيّة من أهم أشكال العرض السّياحي وبالتّوازي تميّز المنتوج السّياحي بالتّنوّع:

السياحة البيئيّة.

السياحة الإستشفائيّة.

السياحة الشّاطئيّة.

السياحة الدّينيّة.

السياحة الثّقافيّة.

وتبقى أدفاق السّياحة العالميّة رهينة ظروف اقتصادية وأمنيّة معيّنة.

الأطراف المتدخّلة:

الأطراف العموميّة والدّوليّة والمنظّمات الغير حكوميّة:

الأطراف العموميّة:

تتكوّن من الجماعات المحليّة كالبلديات في تونس ومن وزارات كوزارة السّياحة ووزارات السّيادة مثل وزارة الخارجيّة إضافة إلى الدّواوين المختصّة مثل الدّيوان الوطني للسياحة وتعمل هذه الهياكل على تحديد الأدفاق السّياحيّة وتحديد الاختيارات التّنمويّة ووضع المخطّطات ورصد الاعتمادات.

الأطراف الدّوليّة:

تتمثّل أساسا في المنظّمة العالميّة للسياحة والمنظّمات الإقليميّة التاّبعة بها (كالمنظّمة العربيّة للسّياحة…) وهي منظّمة دوليّة متخصصّة في السّياحة وطرفا فاعلا في الأدفاق السّياحيّة وهي هيكل أممي لها مهام متنوّعة منها:

القيام بدراسات.

تنظيم النّدوات والمؤتمرات.

سنّ التّشريعات الخاصّة بالسّياحة.

تقديم مساعدات للبلدان الأعضاء.

المنظمات الغير حكومية:

تركّز أنشطتها على الحد من التّأثيرات البيئيّة السّلبيّة لبعض أصناف السّياحة كالسّياحة الجماهريّة الاستحماميّة وتطالب بسياحة مستديمة تحافظ على البيئة وبسياحة عادلة تنصف شعوب بلدان الجنوب وتحد من استنزاف مواردها مثل منظّمة السّلام الأخضر.

الأطراف الخاصّة:

هي متنوّعة كالشّركات السّياحيّة العبر قُطرية والسّلاسل الفندقيّة وشركات الاستشارة والتّسيير وشركات التّأمين وشركات أخرى خاصّة مثل شركات الطّيران والرّحلات البحريّة والبنوك والمطاعم وشركات الإشهار.

وقد أصبحت السّوق السّياحيّة العالميّة في يد عدد محدود من الشّركات السّياحيّة عبر قطريّة تنتمي في جلّها إلى بلدان الشّمال خاصة الولايات المتحدّة الأمريكيّة وبدأ دورها يتعاظم بفضل الشّراء والإدماج. وتمكّنت هذه الشركات من إدماج تكنولوجيا الاتصال والإعلام الحديثة في نطاق واسع (التّسويق والحجز).

وتمكنت من إقامة نظام سياحي عالمي بفضل استثماراتها في مختلف أنحاء العالم خاصّة في بلدان الجنوب واستفادت من العلاقات الغير متكافئة عن طريق تنميط العرض السّياحي يعني اعتماد صيغة عرض ‘الكّل مدمج” ثم ترحيل المرابيح التي تجنيها إلى بلدانها الأصليّة وما يتبقّى للبلدان النّامية من العائدات الماليّة السّياحيّة لا يتجاوز 10% من مجموع المداخيل.

خاتمة:

مثّلت الأدفاق السّياحيّة العالميّة مظهرا من مظاهر ترابط العالم وجعل البعض يتحدّث عن نظام سياحي عالمي لكن هذا النظام تستفيد منه بلدان الشّمال.

الحصول على ملخص الدرس: ملخص درس الأدفاق السياحية – بكالوريا آداب

الحصول على دروس الجغرافيا مع الملخصات والمصطلحات كاملة: اضغط هنا

احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني

احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني

كتب من قبل

مؤسس موقع موسوعة سكوول

Facebook

آخر المواضيع

إعلانات

شرح نص “في ماهية الإنسان” لديكارت – فلسفة – بكالوريا آداب

الانية والغيرية

برنامج العربية للبكالوريا آداب (ملخصات – شرح نصوص – منهجيات)

الجاحظ

منهجية تحليل نص من مسرحية "مغامرة رأس المملوك جابر" - العربية - بكالوريا آداب منهجية تحليل نص من مسرحية "مغامرة رأس المملوك جابر" - العربية - بكالوريا آداب

منهجية تحليل نص من مسرحية “مغامرة رأس المملوك جابر” – العربية – بكالوريا آداب

العربية

ملخص حكاية مسرحية: مغامرة رأس المملوك جابر - العربية - بكالوريا آداب ملخص حكاية مسرحية: مغامرة رأس المملوك جابر - العربية - بكالوريا آداب

ملخص حكاية مسرحية: مغامرة رأس المملوك جابر – العربية – بكالوريا آداب

العربية

إعلانات
Connect
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني

احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني

error: Content is protected !!